بذلت الحكومة جهودًا مضنية لمعالجة المشكلات البيئية، ورفع مستوى العناية بالبيئة، وتهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية بصدور قانون البيئة، وإنشاء وزارة مستقلة للبيئة، فضلًا عن توقيع مصر على ٦٨ اتفاقية وبروتوكولًا للحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية، وتنفيذ استراتيجية وطنية وخطة عمل قومية فى مجال التنوع البيولوجى.
وتحظى المشاركة المصرية فى قمة جلاسكو للمناخ فى بريطانيا بأهمية كبيرة خاصة بعد الإعلان رسميًا عن اختيارها كمرشحة لاستضافة القمة الـ٢٧ فى ٢٠٢٢ ممثلة للقارة الإفريقية.
من جهته، قال المهندس حسن عبدالعزيز، رئيس الاتحاد الإفريقى لمنظمات التشييد والبناء، إن هذه القمة تهدف لتخصيص انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة الاحتباس الحرارى الذى يتسبب فى ذوبان جبال الجليد بالقطب الشمالى، مما يسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار.
وأوضح «عبدالعزيز» أن ارتفاع منسوب مياه المحيطات يهدد باختفاء مدن بكاملها وانقراض بعض أنواع الكائنات الحية من حيوانات وطيور وزراعات، كما يتسبب فى تصحر مساحات كبيرة من الكرة الأرضية، ومن ثم تؤدى إلى المجاعات واختفاء مظاهر الحياة من مساحات شاسعة.
بدوره، أكد المهندس داكر عبداللاه، نائب رئيس اتحاد المجتمعات العمرانية وعضو لجنة التشييد بجمعية رجال الأعمال، أن الدولة حدثت استراتيجيتها للتنمية المستدامة «رؤية مصر ٢٠٣٠»، وذلك للاستجابة للتحديات الجديدة والناشئة بما فى ذلك النمو السكانى وتغير المناخ وندرة المياه، ومن المنتظر إطلاق عدد من الاستراتيجيات لتعزيز الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر.وأضاف «عبداللاه»: المشروعات تتضمن ٣ استراتيجيات وطنية تتمثل فى الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من البرنامج الوطنى للإصلاح الهيكلى شملت مجموعة كبيرة من الإصلاحات الجذرية والموجهة جيدًا على المستويين الهيكلى والقانونى، لزيادة مرونة الاقتصاد الحقيقى فى مواجهة التحديات المناخية، فضلًا عن إطلاق وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالتعاون مع وزارة البيئة فى ٢٠٢٠ دليل «معايير الاستدامة البيئية»، وذلك بهدف جعل الخطة الاستثمارية خضراء باتباع تلك المعايير. بدورها، قالت المهندسة راندا حافظ، رئيس مجلس إدارة شركة كونسرف للمقاولات العمومية، إن المشروع هو أحـد مشـروعات صنـدوق المنـاخ الأخضر الـذى نفـذ بالتعـاون مـع برنامـج الأمم المتحـدة الإنمائى، ويسـعى إلـى دعـم جهـود التكيف التـى تبذلهـا مصـر فـى دلتـا النيـل، والتـى حددهـا الفريـق الحكومـى الدولـى المعنـى بتغيـر المنـاخ فـى تقريـره التقييمـى الرابـع.
وأشارت «حافظ» إلى أن المشروع يهـدف للحـد مـن مخاطـر الفيضانـات السـاحلية فـى السـاحل الشـمالى لمصـر، بسـبب الجمـع بيـن ارتفـاع مسـتوى سـطح البحـر المتوقـع ومزيـد مـن تكـرار العواصـف الشـديدة، حيث يركـز المشـروع علـى بنـاء ٦٩ كـيلومترًا مـن السـدود الرمليـة علـى طـول خمـس نقـاط سـاخنة عرضـة للخطـر داخـل دلتـا النيـل.
من جهتها، قالت المهندسة إيرينى مشيل، العضو المنتدب لشركة ثرى برازرز للصناعات الهندسية، إن الدولة أسهمت فى تنفيذ مشروع تحسين كفاءة الطاقة للإضاءة والأجهزة المنزلية من خلال وزارة الكهربـاء والطاقـة المتجـددة، بالتعـاون مـع برنامـج الأمم المتحـدة الإنمائى وبدعـم مـن مرفـق البيئـة العالمـى.
وأضافت: المشروع يستهدف تحسـين كفـاءة الطاقـة فـى القطـاع المنزلـى باعتبـاره أكبـر القطاعـات المسـتهلكة للطاقـة الكهربائيـة فـى مصـر بنسبة ٤٢٪، نظـرًا إلـى النمـو المتزايـد لاستخدام الأجهزة المنزليـة الحديثـة، بهـدف تحسـين نمـط الحيـاة نتيجـة ارتفاع مسـتويات الدخـل.
المصدر :خبراء: الإصلاحات تزيد مرونة الاقتصاد فى مواجهة التحديات المناخية (dostor.org)